كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)



{وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً}.
وهذه حقيقة لها وزنها.. إن الرسول ليس مجرد واعظ يلقي كلمته ويمضي. لتذهب في الهواء- بلا سلطان- كما يقول المخادعون عن طبيعة الدين وطبيعة الرسل؛ أو كما يفهم الذين لا يفهمون مدلول الدين.
إن الدين منهج حياة. منهج حياة واقعية. بتشكيلاتها وتنظيماتها، وأوضاعها، وقيمها، وأخلاقها وآدابها. وعباداتها وشعائرها كذلك.
وهذا كله يقضي أن يكون للرسالة سلطان. سلطان يحقق المنهج، وتخضع له النفوس خضوع طاعة وتنفيذ.. والله أرسل رسله ليطاعوا- بإذنه وفي حدود شرعه- في تحقيق منهج الدين. منهج الله الذي أراده لتصريف هذه الحياة. وما من رسول إلا أرسله الله، ليطاع، بإذن الله. فتكون طاعته طاعة لله.. ولم يرسل الرسل لمجرد التأثر الوجداني، والشعائر التعبدية.. فهذا وهم في فهم الدين؛ لا يستقيم مع حكمة الله من إرسال الرسل. وهي إقامة منهج معين للحياة، في واقع الحياة.. وإلا فما أهون دنيا كل وظيفة الرسول فيها أن يقف واعظاً. لا يعنيه إلا أن يقول كلمته ويمضي. يستهتر بها المستهترون، ويبتذلها المبتذلون!!!
ومن هنا كان تاريخ الإسلام كما كان.. كان دعوة وبلاغاً. ونظاماً وحكماً. وخلافة بعد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقوم بقوة الشريعة والنظام، على تنفيذ الشريعة والنظام. لتحقيق الطاعة الدائمة للرسول. وتحقيق إرادة الله من إرسال الرسول. وليست هنالك صورة أخرى يقال لها: الإسلام. أو يقال لها: الدين. إلا أن تكون طاعة للرسول، محققة في وضع وفي تنظيم. ثم تختلف أشكال هذا الوضع ما تختلف؛ ويبقى أصلها الثابت. وحقيقتها التي لا توجد بغيرها.. استسلام لمنهج الله، وتحقيق لمنهج رسول الله. وتحاكم إلى شريعة الله. وطاعة للرسول فيما بلغ عن الله، وإفراد لله- سبحانه- بالألوهية (شهادة أن لا إله إلا الله) ومن ثم إفراده بالحاكمية التي تجعل التشريع ابتداء حقاً لله، لا يشاركه فيه سواه.
وعدم احتكام إلى الطاغوت. في كثير ولا قليل. والرجوع إلى الله والرسول، فيما لم يرد فيه نص من القضايا المستجدة، والأحوال الطارئه؛ حين تختلف فيه العقول..
وأمام الذين {ظلموا أنفسهم} بميلهم عن هذا المنهج، الفرصة التي دعا الله المنافقين إليها على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم- ورغبهم فيها..
{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً}..
والله تواب في كل وقت على من يتوب. والله رحيم في كل وقت على من يؤوب. وهو- سبحانه- يصف نفسه بصفته. ويعد العائدين إليه، المستغفرين من الذنب، قبول التوبة وإفاضة الرحمة.. والذين يتناولهم هذا النص ابتداء، كان لديهم فرصة استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم وقد انقضت فرصتها. وبقي باب الله مفتوحاً لا يغلق. ووعده قائماً لا ينقض. فمن أراد فليقدم. ومن عزم فليتقدم..
وأخيراً يجيء ذلك الإيقاع الحاسم الجازم. إذ يقسم الله- سبحانه- بذاته العلية، أنه لا يؤمن مؤمن، حتى يحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره كله. ثم يمضي راضياً بحكمه، مسلماً بقضائه. ليس في صدره حرج منه، ولا في نفسه تلجلج في قبوله:
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}..
ومرة أخرى نجدنا أمام شرط الإيمان وحدّ الإسلام. يقرره الله سبحانه بنفسه. ويقسم عليه بذاته. فلا يبقى بعد ذلك قول لقائل في تحديد شرط الإيمان وحد الإسلام، ولا تأويل لمؤول.
اللهم إلا مماحكة لا تستحق الاحترام.. وهي أن هذا القول مرهون بزمان، وموقوف على طائفة من الناس! وهذا قول من لا يدرك من الإسلام شيئاً؛ ولا يفقه من التعبير القرآني قليلاً ولا كثيراً. فهذه حقيقة كلية من حقائق الإسلام؛ جاءت في صورة قسم مؤكد؛ مطلقة من كل قيد.. وليس هناك مجال للوهم أو الإيهام بأن تحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم هو تحكيم شخصه. إنما هو تحكيم شريعته ومنهجه. وإلا لم يبق لشريعة الله وسنة رسوله مكان بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وذلك قول أشد المرتدين ارتداداً على عهد أبي بكر رضي الله عنه وهو الذي قاتلهم عليه قتال المرتدين. بل قاتلهم على ما هو دونه بكثير. وهو مجرد عدم الطاعة لله ورسوله، في حكم الزكاة؛ وعدم قبول حكم رسول الله فيها، بعد الوفاة!
وإذا كان يكفي لإثبات الإسلام أن يتحاكم الناس إلى شريعة الله وحكم رسوله.. فانه لا يكفي في الإيمان هذا، ما لم يصحبه الرضى النفسي، والقبول القلبي، وإسلام القلب والجنان، في اطمئنان!
هذا هو الإسلام.
وهذا هو الإيمان.. فلتنظر نفس أين هي من الإسلام؛ وأين هي من الإيمان! قبل ادعاء الإسلام وادعاء الإيمان!
وبعد أن يقرر أن لا إيمان قبل تحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل الرضى والتسليم بقضائه، يعود ليقول: إن هذا المنهج الذي يدعون إليه؛ وهذه الشريعة التي يقال لهم: تحاكموا إليها- لا لسواها- وهذا القضاء الذي يتحتم عليهم قبوله والرضاء به... إنه منهج ميسر، وشريعة سمحة، وقضاء رحيم.. إنه لا يكلفهم شيئاً فوق طاقتهم؛ ولا يكلفهم عنتاً يشق عليهم؛ ولا يكلفهم التضحية بعزيز عليهم.. فالله يعلم ضعف الإنسان؛ ويرحم هذا الضعف. والله يعلم أنهم لو كلفوا تكاليف شاقة، ما أداها إلا قليل منهم.. وهو لا يريد لهم العنت، ولا يريد لهم أن يقعوا في المعصية.. ومن ثم لم يكتب عليهم ما يشق، وما يدعو الكثيرين منهم للتقصير والمعصية. ولو أنهم استجابوا للتكاليف اليسيرة التي كتبها الله عليهم؛ واستمعوا للموعظة التي يعظهم الله بها؛ لنالوا خيراً عظيماً في الدنيا والآخرة؛ ولأعانهم الله بالهدى، كما يعين كل من يجاهد للهدى بالعزم والقصد والعمل والإرادة، في حدود الطاقة:
{ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا وإذن لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً ولهديناهم صراطاً مستقيماً}..
إن هذا المنهج ميسر لينهض به كل ذي فطرة سوية. إنه لا يحتاج للعزائم الخارقة الفائقة، التي لا توجد عادة إلا في القلة من البشر. وهذا الدين لم يجئ لهذه القلة القليلة. إنه جاء للناس جميعاً. والناس معادن، وألوان، وطبقات. من ناحية القدرة على النهوض بالتكاليف. وهذا الدين ييسر لهم جميعاً أن يؤدوا الطاعات المطلوبة فيه، وأن يكفوا عن المعاصي التي نهى عنها.
وقتل النفس، والخروج من الديار.. مثلان للتكاليف الشاقة، التي لو كتبت عليهم ما فعلها إلا قليل منهم. وهي لم تكتب لأنه ليس المراد من التكاليف أن يعجز عنها عامة الناس؛ وأن ينكل عنها عامة الناس. بل المراد أن يؤديها الجميع، وأن يقدر عليها الجميع، وأن يشمل موكب الإيمان كل النفوس السوية العادية؛ وأن ينتظم المجتمع المسلم طبقات النفوس، وطبقات الهمم، وطبقات الاستعدادات؛ وأن ينميها جميعاً ويرقيها، في أثناء سير الموكب الحافل الشامل العريض!
قال ابن جريج: حدثنا المثنى إسحاق أبو الأزهر، عن إسماعيل، عن أبي إسحاق السبيعي قال: لما نزلت: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم}... الآية: قال رجل: لو أمرنا لفعلنا، والحمد لله الذي عافانا.. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن من أمتي لرجالاً الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي».
وروى ابن أبي حاتم- بإسناده- عن مصعب بن ثابت. عن عمه عامر بن عبدالله بن الزبير. قال: لما نزلت {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو نزلت لكان ابن أم عبد منهم».
وفي رواية له- بإسناده- عن شريح بن عبيد: قال: لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم...} الآية، أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى عبدالله ابن رواحة، فقال: «لو أن الله كتب هذا، لكان هذا من أولئك القليل».
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف رجاله معرفة وثيقة عميقة دقيقة؛ ويعرف من خصائص كل منهم ما لا يعرفه كل منهم عن نفسه! وفي السيرة من هذا الكثير من الشواهد على خبرة الرسول صلى الله عليه وسلم بكل واحد من رجاله؛ وخبرته كذلك بالرجال والقبائل التي كانت تحاربه.. خبرة القائد البصير بكل ما حوله ومن حوله.. في دقة عجيبة.. لم تدرس بعد الدراسة الواجبة.
وليس هذا موضوعنا. ولكن موضوعنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف أن في أمته من ينهض بالتكاليف الشاقة لو كتبت عليهم. ولكنه كان يعرف كذلك أن الدين لم يجئ لهذه القلة الممتازة في البشرية كلها. وكان الله- سبحانه- يعلم طبيعة هذا الإنسان الذي خلقه؛ وحدود طاقته؛ فلم يكتب على الناس في الدين الذي جاء للبشر أجمعين، إلا ما هو ميسر للجميع؛ حين تصح العزيمة، وتعتدل الفطرة، وينوي العبد الطاعة، ولا يستهتر ولا يستهين.
وتقرير هذه الحقيقة ذو أهمية خاصة؛ في مواجهة الدعوات الهدامة؛ التي تدعو الإنسان إلى الانحلال والحيوانية، والتلبط في الوحل كالدود! بحجة أن هذا هو واقع الإنسان، وطبيعته وفطرته وحدود طاقته! وأن الدين دعوة مثالية لم تجئ لتحقق في واقع الأرض؛ وإذا نهض بتكاليفها فرد، فإن مائة لا يطيقون!
هذه دعوى كاذبة أولاً؛ وخادعة ثانياً؛ وجاهلة ثالثاً.. لأنها لا تفهم الإنسان ولا تعلم منه ما يعلمه خالقه، الذي فرض عليه تكاليف الدين؛ وهو يعلم- سبحانه- أنها داخلة في مقدور الإنسان العادي. لأن الدين لم يجئ للقلائل الممتازين!
وإن هي إلا العزيمة- عزيمة الفرد العادي- وإخلاص النية. والبدء في الطريق. وعندئذ يكون ما يعد الله به العاملين:
{ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً وإذا لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً.
ولهديناهم صراطاً مستقيماً}..
فمجرد البدء، يتبعه العون من الله. ويتبعه التثبيت على المضي في الطريق. ويتبعه الأجر العظيم. وتتبعه الهداية إلى الطريق المستقيم.. وصدق الله العظيم.. فما يخدع الله- سبحانه وتعالى- عباده؛ ولا يعدهم وعداً لا يفي لهم به؛ ولا يحدثهم إلا حديث الصدق.. {ومن أصدق من الله حديثاً} في الوقت ذاته ليس اليسر- في هذا المنهج- هو الترخص. ليس هو تجميع الرخص كلها في هذا الدين وجعلها منهج الحياة. فهذا الدين عزائم ورخص. والعزائم هي الأصل والرخص للملابسات الطارئة.. وبعض المخلصين حسني النية، الذين يريدون دعوة الناس إلى هذا الدين، يعمدون إلى الرخص فيجمعونها ويقدمونها للناس، على أنها هي هذا الدين. ويقولون لهم: انظروا كم هو ميسر هذا الدين! وبعض الذين يتملقون شهوات السلطان أو شهوات الجماهير، يبحثون عن منافذ لهذه الشهوات من خلال الأحكام والنصوص؛ ويجعلون هذه المنافذ هي الدين!
وهذا الدين ليس هذا وليس ذاك. إنما هو بجملته. برخصه وعزائمه. ميسر للناس يقدر عليه الفرد العادي، حين يعزم. ويبلغ فيه تمام كماله الذاتي- في حدود بشريته- كما يبلغ تمام كماله الذاتي في الحديقة الواحدة: العنب والخوخ والكمثرى والتوت والتين والقثاء.. ولا تكون كلها ذات طعم واحد.. ولا يقال عن أحدها: إنه غير ناضج- حين يبلغ نضجه الذاتي- إذا كان طعمه أقل مرتبة من النوع الآخر!
في حديقة هذا الدين ينبت البقل والقثاء؛ وينبت الزيتون والرمان، وينبت التفاح والبرقوق، وينبت العنب والتين... وينضج كله؛ مختلفة طعومه ورتبه... ولكنه كله ينضج. ويبلغ كماله المقدر له..
إنها زرعة الله.. في حقل الله.. برعاية الله.. وتيسير الله..
وفي نهاية هذه الجولة، ونهاية هذا الدرس، يعود السياق إلى الترغيب؛ واستجاشة القلوب؛ والتلويح للأرواح بالمتاع الحبيب.. متاع الصحبة في الآخرة للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
{ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً}..
إنها اللمسة التي تستجيش مشاعر كل قلب، فيه ذرة من خير؛ وفيه بذرة من صلاح وفيه أثارة من التطلع إلى مقام كريم في صحبة كريمة، في جوار الله الكريم.. وهذه الصحبة لهذا الرهط العلوي.. إنما هي من فضل الله. فما يبلغ إنسان بعمله وحده وطاعته وحدها أن ينالها.. إنما هو الفضل الواسع الغامر الفائض العميم.
ويحسن هنا أن نعيش لحظات مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يتشوقون إلى صحبته في الآخرة؛ وفيهم من يبلغ به الوجد ألا يمسك نفسه عند تصور فراقه.. وهو صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم. فتنزل هذه الآية: فتندي هذا الوجد؛ وتبل هذه اللهفة.
الوجد النبيل. واللهفة الشفيفة:
قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب السقمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير. قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محزون فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: «يا فلان. ما لي أراك محزوناً؟» فقال: يا نبي الله. شيء فكرت فيه. فقال: «ما هو؟» قال: نحن نغدو عليك ونروح. ننظر إلى وجهك، ونجالسك. وغداً ترفع مع النبيين، فلا نصل إليك.. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً. فأتاه جبريل بهذه الآية: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين}.. الآية، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم فبشره.
وقد رواه أبو بكر بن مردويه مرفوعاً- بإسناده- عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله. إنك أحب إليّ من نفسي، وأحب إليّ من أهلي، وأحب إليّ من ولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك، فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك. وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة خشيت ألا أراك. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً}...
وفي صحيح مسلم من حديث عقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن كثير، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، أنه قال: كنت أبيت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته. فقال لي: «سل». فقلت يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة. فقال: «أو غير ذلك». قلت: هو ذاك. قال: «فأعنّي على نفسك بكثرة السجود».
وفي صحيح البخاري من طرق متواترة عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، فقال: «المرء مع من أحب».. قال أنس: فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث.